حمودة باشا

 

                     

حمودة باشا

 

حمودة باشا أو حمودة باشا بن علي أو حمودة باي باي تونس من 26 ماي 1782 إلى 15 سبتمبر 1814، وهو خامس بايات تونس.

تميّزت فترة حُكْمِهِ بالازدهار والاستقرار وعرَفَتْ فيها البلادُ نهضة اقتصايّة واجتماعيّة ظهرت في عديد الميادين كما إزدهرت في عهد حموده باشا نشاط القرصنة والتجارة البحرية والصناعة التونسية المحلية الي كانت تتصدّر لأوروبا وباقي الحوض المتوسطي، كما عرفت البلاد إستقرار داخلي بفضل اعتدال وحكمة حمودة باشا وسياسة التحالف مع الأعيان المحليين وشيوخ العروش

كان حمودة باشا حريص على الإطلاع على آخر ما وصلت البلدان الأوروبية من تطور علمي و تكنولوجي، و يذكر أنه  كان أول من أدخل التطعيم لتونس، و بذلك تكون تونس تقريبا من أوائل الدول في العالم الي أجرات التطعيم ضد الأوبئة

♦ أعلن حمودة باشا الحسيني الحرب على البندقية عام 1784 بسبب استيلاء سلطات البندقية في مالطة والأهالي على مركب تجاري تونسي وحرقوا حمولة سفينتهم (بحجة أن تونس كان فيها طاعون)، طالب حمودة باشا إثر الحادثة حكومة البندقية بتعوض التجار التونسيين، إلاّ أن التسويف والمُماطلة من جانب البنادقة أدت إلى تعكير العلاقات بين البلدين، انتهت الحرب بانتصار تونس عام 1792 ودفعت البندقية تعوضيات كبيرة وهدايا ثمينة جداً للباي

و في عام 1793 أعلن حمودة باشا الحرب على طرابلس، بعد هجوم الوالي العثماني علي برغل على جزيرة جربة واحتلالها، انتهت الحرب في 1794 بهزيمة وهروب الوالي العثماني لمصر وتنصيب حاكم موالي للمملكة التونسية على طرابلس هو أحمد بيك القرمنلي كما انتصر على الجزائر عام 1807 وتدعم كذلك استقلال البلاد السياسي والاقتصادي إزاء أوروبا

تصدى حمودة باشا للمذهب الوهابي، وتذكر المصادر أنه طلب من الشيخ إسماعيل التميمي الردّ على رسالة محمد بن عبد الوهاب التي وجّهها إلى العالم الإسلامي، وقد حملت رسالته العنوان التالي «المنح الإلهية في طمس الضلالة الوهّابية،» إذ ذهب فيها إلى تفنيد معتقدات ابن عبد الوهاب.

 اتجهت أنظار الباي الى إصلاح مجتمعه بالرغم من الصعوبات التي اعترضنه أثناء اعتلائه العرش ( أزمة مالية حادة ، أوبئة ، مجاعات ، قحط...) ، فقد حاول أن يغرس فيه الفضائل الحميدة ومحاربة الذميمة منها وكان ذلك من خلال اتخاذ تدابير وإجراءات صارمة ، والهدف من ذلك هو تغيير بعض المظاهر الاجتماعية السيئة التي كانت سائدة في البلاد آنذاك .كما كان الباي مهتما بالشؤون الصحية لرعيته ، والدليل على ذلك تلك الإجراءات التي اتخذها لمواجهة الأوبئة التي ضربت الايالة ، فكان لا يتردد في الأخذ بالنصائح التي كانت توجه إليه من طرف أطبائه الخواص ، وتطبيقها بحذافيرها . وفي خضم كل هذه الإصلاحات لم يغفل الباي طبقة العلماء الذين كانوا يمثلون ركيزة الحياة الثقافية والفكرية فقد أعارهم اهتماما كبيرا مواصلا في ذلك سيرة والده علي باي (1759 – 1782م) 

 

 سنة 1801 أحدث حمودة باشا الحسيني بـرج البصـيلي  الذي قام بتدعيم إستحكامات مدينة تونس لجعلها قادرة على صدّ هجمات الجيوش الجزائريّة.وقد أوكل هذه المهمّة للمهندس الهولندي همبارغ الذي كلّفه، أيضا بإصلاح وتعهد دفاعات أغلب حواضر البلاد التونسية. يشكل الحصن جزءا من منظومة دفاعية متكاملة تتألف من سور وعدّة أبراج معدّة للمدفعية إنقرض أغلبها. ويتركّب من بناية صلبة متعددة الأضلاع تتمحور حول باحة مركزية تكتنفها المخازن والملاجئ المحصّنة. أمّا الجدران الخارجية فهي مشيّدة بواسطة الطابية والحجارة وهي تقنية تمكّنها من تحمّل ضربات المدافع الثقيلة. ورغم ضخامته وصلابة بنايته لم يكن هذا الحصن سوى برج مدفعية

مسجد حمودة باشا الحسيني، أو مسجد حمودة الصغير لتمييزه عن مسجد حمودة باشا المرادي،  بُني المسجد عام 1805 م في عهد حمودة باشا بن علي. تم إدراج المسجد فيقائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1979، كجزء من مدينة تونس القديمة.

وفاته

قُتل حمودة باشا مسموما ببيت الباشا بقصر باردو في آخر يوم من رمضان 1229 هـ حيث قام قائد المملوكين البيض، النابولي ماريانو ستينكا، بدس السم في قهوته بمساعدة الطبيب مندريتشي