طفولة جامعة القوارير ( قصة قصيرة )

 

طفولة جامعة القوارير

قصة قصيرة

تأليف : عبدالرزاق العلوي

             الشمس تتوسط السماء ..وتلقي بجام حرارتها على من يتمشون ، لكأني بها تطردهم ..حتى تختلي بالأرض وتقول لها كلاما لا يفقهه ولا يجب ان يسمعه البشر..

كان يدفع عربته بيد وبالأخرى يمسح ما تصبب على جبينه من حبيبات العرق تتجمع تارة وتسيل أخرى حاملة معها كل ما يعترضها من غبار تثيره السيارات التي تمر من حوله بلارفق..كانت تمشي بجانبه ..لا شيء يقيها حرارة الشمس سوى ما تلبد فوقها من شعر أغبر مرسل ، لا تبدو عليه أثار قص منذ فترة ..كانت صغيرة ..لا تكاد تتجاوز العشر سنوات من عمرها ..ولكنها كانت مضطرة كي تساعد والدها على جمع القوارير البلاستيكية ..كانت عيناها ترمقان الأرصفة والقمامات بعناية فائقة ..علها تظفر بشيء يصلح حمله ..

أحسا بتعب...فتركها تجلس على درج أحد المنازل القريبة وذهب إلى المتجر ..ٱشترى خبزا وقارورة مشروبات غازية

وعاد ليجلس بجانبها ..ويحتسيا معا خبزا ممزوجا بالكوكا..

كان المكان الذي يجلسان فيه قريب جدا من البحر ومن حين لأخر كانت تمر بحذوهما مجموعة من الكبار والصغار ..يصطحبون معهم ما لذ وطاب من أكل وشرب  ..وكل ما يصلح لألعابهم الشاطئية ..كرة ..وهياكل بلاستيكية على هيئة حيوانات مبتسمة تعين الصغار على ركوب البحر..وألعاب تسلية واشياء أخرى لا تعرفها، نظرت في عيني والدها ..وكأنها تريد أن تسأله شيئا ما او وتروي له حديثا يخالج نفسها الصغيرة ..ثم طأطأت رأسها وواصلت شرب الكوكا.

سوسة في 25 جوان 2022