-->

بسم الله والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين

اخر المواضيع

شعر الحب عند العرب - قصائد الغزل



dourouby.tn

 


أشعار الحب عند العرب


dourouby.tn

 


شعر الحب عند العرب




شعر الحب عند العرب يعرف ايضا بقصائد الغزل وقد اشتهر في هذا المجال عديد الشعراء لعل ابرزهم : شعر قيس بن الملوح في حب ليلى وعنتر بن شداد في عشق عبلة و اب زيدون في الهيام بولادة ونزار قباني في التغني بالمراة عموما والغزل بحبيبته بلقيس....




من شعر قيس بن الملوح


قَيس بن المُلَوِّحٌ والملقب بمَجْنُون لَيْلَى، شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب....

كان مُلقباً بمجنون ليلى ليس لأنّه مجنون، بل لهيامه بليلى العامرية التي عشقها ونشأ معها ورفض أهلها قبول زواجهما.

dourouby.tn

 

من اشعاره :


تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم              ولم يبد للأتراب من ثديها حجم 
صغيرين نرعى البهم يا ليت أنّنا       إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم
*******************************************
َلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلى             كَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَداني 
تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ         وَيَعلوها النَّهارُ كَما عَلاني
*******************************************
وقالوا لو تشاء سلوت           عنها فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ 
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي       كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ 
لها حبّ تنشّأ في فؤادي        فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ 
وعاذلة تقطعني ملاماً وفي      زجر العواذل لي بلاء
             
*******************************************
 نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا بَدا    لِيَ اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكِ المَضاجِعُ
أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى    وَيَجمَعُني وَالهَمَّ بِاللَيلِ جامِعُ
لَقَد ثَبَتَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ      كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ
وَلَو كانَ هَذا مَوضِعَ العَتبِ لَاِشتَفى    فُؤادي وَلَكِن لِلعِتابِ مَواضِعُ
وَأَنتِ الَّتي صَيَّرتِ جِسمي زُجاجَةٌ     تَنِمُّ عَلى ما تَحتَويهِ الأَضالِعُ
أَتَطمَعُ مِن لَيلى بِوَصلٍ وَإِنَّما      تُضَرِّبُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ

 dourouby.tn

*****************************************
ما بالُ قَلبِكَ يا مَجنونُ قَد خُلِعا      في حُبِ مَن لا تَرى في نَيلِهِ طَمَعا
الحُبُّ وَالوُدُّ نِيطا بِالفُؤادِ لَها      فَأَصبَحا في فُؤادي ثابِتَينِ مَعا
طوبى لِمَن أَنتِ في الدُنيا قَرينَتُهُ     لَقَد نَفى اللَهُ عَنهُ الهَمَّ وَالجَزَعا
بَل ما قَرَأتُ كِتاباً مِنكِ يَبلُغُني      إِلّا تَرَقرَقَ ماءُ العَينِ أَو دَمَعا
أَدعو إِلى هَجرِها قَلبي فَيَتبَعُني     حَتّى إِذا قُلتُ هَذا صادِقٌ نَزَعا
لا أَستَطيعُ نُزوعاً عَن مَوَدَّتِها      وَيَصنَعُ الحُبُّ بي فَوقَ الَّذي صَنَعا
كَم مِن دَنيءٍ لَها قَد كُنتُ أَتبَعُهُ     وَلَو صَحا القَلبُ عَنها كانَ لي تَبَعا
وَزادَني كَلَفاً في الحُبِّ أَن مُنِعَت     أَحَبُّ شَيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا
اِقرَ السَلامَ عَلى لَيلى وَحَقَّ لَها     مِنّي التَحيَّةُ إِنَّ المَوتَ قَد نَزَعا
أَماتَ أَم هُوَ حَيٌّ في البِلادِ فَقَد     قَلَّ العَزاءُ وَأَبدى القَلبُ ما جَزِعا
****************************************


من شعر عنتر بن شداد


عنتر بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي (525 م - 608 م) هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وهو أشهر فرسان العرب وأشعرهم وشاعر المعلقات: أَبُو اَلْفَوَارِسْ عَنْتَرَة بْنْ شَدَّادْ بْنْ قُرَادِ اَلْعَبْسِيّ .. أشتهرَ بِشعر الفُروسية، وبِغَزلهِ العَفيف مَع مَعشوقَته عبلة...

من اشعاره :



أمِــن سميـة دمع العين تذريـفُ لو أن ذا منك قبل اليوم معروف
كأنها يــوم صــدّت مــاتكلمني ظبي بعسفان ساجي الطرف مطـروف
تجلّلتني إذ أهــوى العصا قِبلي كأنهـا صنــم يُعتــاد معكــوف
المــال مـالكم والعبد عبـدكم فهــل عذابك عني اليـوم مصروف
تنسى بلائي إذا مـاغـارة لقحـت تخرمنها الطـــوالات السـراعيف
يخرجن منها وقد بلّت رحــائلها بالماء يركضها المُرد الغطاريف
قد أطعنُ الطعنة النجلاء عن عرضٍ تصفر كــف أخيها وهــو منـزوف
لا شك للمـرء أن الـدهر ذو خلف فيه تفــرّق ذو إلــف ومــألوف
***********************************************
           
معلقته الشهيرة :
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفت فيها ناقتي و كأنها فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم
و تحل عبلة بالجواء و أهلنا بالحزن فالصمان فالمتثلم
حييت من طللٍ تقادم عهده أقوى و أقفر بعد أم الهيثم
حلت بأرض الزائرين فأصبحت عسراً علي طلابك ابنة محرمٍ
علقتها عرضاً و أقتل قومها زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
و لقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
كيف المزار و قد تربع أهلها بعنيزتين و أهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنما زمت ركابكم بليلٍ مظلم
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان و أربعون حلوبةً سوداً كخافية الغراب الأسحم
إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ عذبٍ مقبله لذيذ المطعم
و كأن فارة تاجرٍ بقسيمةٍ سبقت عوارضها إليك من الفم
أو روضةً أنفاً تضمن نبتها غيثٌ قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ فتركن كل قرارةٍ كالدرهم
سحاً و تسكاباً فكل عشيةٍ يجري عليها الماء لم يتصرم
و خلا الذباب بها فليس ببارحٍ غرداً كفعل الشارب المترنم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه قدح المكب على الزناد الأجذم
تمسي و تصبح فوق ظهر حشيةٍ و أبيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشوى نهدٍ مراكله نبيل المخرم
هل تبلغني دارها شدنيةٌ لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارةٌ غب السرى زيافةٌ تطس الإكام بوخد خفٍ ميتم
و كأنما تطس الإكام عشيةً بقريب بين المنسمين مصلم
تأوي له قلص النعام كما أوت حذقٌ يمانيةٌ لأعجم طمطم
يتبعن قلة رأسه و كأنه حدجٌ على نعشٍ لهن مخيم
صعلٍ يعود بذي العشيرة بيضه كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم
وكأنما تنأى بجانب دفها الـ ـوحشي من هزج العشي مؤوم
هرٍ جنيبٍ كلما عطفت له غضبى اتقاها باليدين وبالفم
بركت على جنب الرداع كأنما بركت على قصبٍ أجش مهضم
وكأن رباً أو كحيلاً معقداً حش الوقود به جوانب قمقم
ينباع من ذفرى غضوبٍ جسرةٍ زيافةٍ مثل الفنيق المكدم
إن تغدفي دوني القناع فإنني طبٌ بأخذ الفارس المستلئم
أثني علي بما علمت فإنني سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم
وإذا ظلمت فإن ظلمي باسلٌ مرٌ مذاقه كطعم العلقم
ولقد شربت من المدامة بعدما ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجةٍ صفراء ذات أسرةٍ قرنت بأزهر في الشمال مفدم
فإذا شربت فإنني مستهلكٌ مالي وعرضي وافرٌ لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندىً وكما علمت شمائلي وتكرمي
وحليل غانيةٍ تركت مجدلاً تمكو فريصته كشدقٍ الأعلم
سبقت له كفي بعاجل طعنةٍ ورشاش نافذةٍ كلون العندم
هلا سألت الخيل يا بنة مالكٍ إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابحٍ نهدٍ تعاوره الكماة مكلم
طوراً يجرد للطعان وتارةً يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعنٍ هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنةٍ بمثقفٍ صدق الكعوب مقوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم
فتركته جزر السباع ينشنه يقضمن حسن بنانه والمعصم
ومسك سابغةٍ هتكت فروجها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا هتاك غايات التجار ملوم
لما رآني قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغير تبسم
عهدي به مد النهار كأنما خضب البنان ورأسه بالعظلم
فطعنته بالرمح ثم علوته بمهندٍ صافي الحديدة مخذم
بطلٍ كأن ثيابه في سرحةٍ يحذى نعال السبت ليس بتوءم
يا شاة ما قنصٍ لمن حلت له حرمت علي و ليتها لم تحرم
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي فتجسسي أخبارها لي و اعلم
قالت رأيت من الأعادي غرةً و الشاة ممكنةٌ لمن هو مرتم
و كأنما التفتت بجيد جدايةٍ  رشأٍ من الغزلان حرٍ أرثم
نبئت عمراً غير شاكر نعمتي و الكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
و لقد حفظت وصاة عمي بالضحا إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
في حومة الحرب التي لا تشتكي    غمراتها الأبطال غير تغمغم
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم        عنها و لكني تضايق مقدمي
لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر و الرماح كأنها أشطان بئرٍ في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره و لبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه         و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى و لكان لو علم الكلام مكلمي
و لقد شفى نفسي و أبرأ سقمها قبل الفوارس ويك عنتر أقدم
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي لُبّي وَأَحفِزُهُ بِأَمرٍ مُبرَمِ
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُر لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى اِبنَي ضَمضَمِ
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُما وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُما جَزَرَ السِباعِ وَكُلِّ نَسرٍ قَشعَمِ
********************************************
هاجَ الغَرامُ فَدُر بِكَأسِ مُدامِ   حَتّى تَغيبَ الشَمسُ تَحتَ ظَلامِ
وَدَعِ العَواذِلَ يُطنِبوا في عَذلِهِم   فَأَنا صَديقُ اللَومِ وَاللُوّامِ
يَدنو الحَبيبُ وَإِن تَناءَت دارُهُ   عَنّي بِطَيفٍ زارَ بِالأَحلامِ
فَكَأَنَّ مَن قَد غابَ جاءَ مُواصِلي     وَكَأَنَّني أومي لَهُ بِسَلامِ
وَلَقَد لَقيتُ شَدائِداً وَأَوابِد      حَتّى اِرتَقَيتُ إِلى أَعَزَّ مَقامِ
وَقَهَرتُ أَبطالَ الوَغى حَتّى غَدَو      جَرحى وَقَتلى مِن ضِرابِ حُسامي
ما راعَني إِلّا الفِراقُ وَجَورُهُ       فَأَطَعتُهُ وَالدَهرُ طَوعُ زِمامي
                               
***************************************
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ      فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيب     أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي      وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي     أَغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي     وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوم      وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي     بِغَيرِ الصَبرِ يا بِنتَ الكِرامِ
إِلى أَن أَرتَقي دَرَجَ المَعالي   بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتِ عَنهُ     رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي
أَروحُ مِنَ الصَباحِ إِلى مَغيبٍ     وَأَرقُدُ بَينَ أَطنابِ الخِيامِ
أَذِلُّ لِعَبلَةٍ مِن فَرطِ وَجدي      وَأَجعَلُها مِنَ الدُنيا اِهتِمامي
وَأَمتَثِلُ الأَوامِرَ مِن أَبيه       وَقَد مَلَكَ الهَوى مِنّي زِمامي
رَضيتُ بِحُبِّها طَوعاً وَكَره     فَهَل أَحظى بِها قَبلَ الحِمامِ
وَإِن عابَت سَوادي فَهوَ فَخري     لِأَنّي فارِسٌ مِن نَسلِ حامِ
وَلي قَلبٌ أَشَدُّ مِنَ الرَواسي     وَذِكري مِثلُ عَرفِ المِسكِ نامي
وَمِن عَجَبي أَصيدُ الأُسدَ قَهر     وَأَفتَرِسُ الضَواري كَالهَوامِ
وَتَقنُصُني ظِبا السَعدِي وَتَسطو      عَلَيَّ مَها الشَرَبَّةِ وَالخُزامِ
لَعَمرُ أَبيكَ لا أَسلو هَواه        وَلَو طَحَنَت مَحَبَّتُها عِظامي
عَلَيكِ أَيا عُبَيلَةُ كُلَّ يَومٍ          سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ
****************************************

ابن زيدون

dourouby.tn

 

اسمه أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي ، واشتهر بابن زيد ، ولد ابن زيدون في قرطبة في السنة 394 هجرياً ، وكان من أشهر الوزراء بالأندلس لكونه شاعراً وكاتباً ، وهو من أسرة بني مخزوم ذات الشأن بقرطبة. تميز بن زيدون بشعره ونثره وخاصة أشعاره لولادة بنت المستكفي والتي امتلكت جميع جوارحه.
وكانت ولادة بنت المستكفي شاعرة لبني أمية من أصل عريق وظهر حبه وتعلقه بها من خلال أشعاره ، وعشقها حتى الجنون ، ولم تكن هي بأقل منه عشقًا له ، إلا أنها فارقته ليس كرهًا له ؛ وإنما لإعجابها بتلك القصائد الغزلية التي شدا بها ابن زيدون ، فأرادت أن تبتعد عنه – مع شوقها إليه – حتى يتعذب بفراقها ويتوجد عليها ؛ لينطق بأعذب الشعر وأجمل القصيد...

 dourouby.tn

 

من اشعاره :


أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا،         ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا        حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ         حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا،       أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا        بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا،         وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا،         فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ،     هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ       رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ       بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ،       وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا        شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا،      يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ       سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،     ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً      قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما      كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا،       أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً         مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ        مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا        إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا           من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً        مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ          مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ        مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً،            تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ،        بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،        زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً        وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا        وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها،          مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،        في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً،        وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ        فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها         والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا،       والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ       في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،        حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ        عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً           مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ         شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ        سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،         لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً         فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا       سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً       فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا           ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،          بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً،            فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ        بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ             صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا .
********************************************
يا دَمعُ صُب ما شِئتَ أَن تَصوبا       وَيا فُؤادي آنَ أَن تَذوبا

إِذِ الرَزايا أَصبَحَت ضُروبا        لَم أَرَ لي في أَهلِها ضَريبا

قَد مَلَأَ الشَوقُ الحَشا نُدوبا        في الغَربِ إِذ رُحتُ بِهِ غَريبا

عَليلَ دَهرٍ سامَني تَعذيبا        أَدنى الضَنى إِذ أَبعَدَ الطَبيبا

لَيتَ القَبولَ أَحدَثَت هُبوبا      ريحٌ يَروحُ عَهدُها قَريبا

بِالأُفُقِ المُهدي إِلَينا طيبا       تَعَطَّرَت مِنهُ الصَبا جُيوبا

يُبرِدُ حَرَّ الكَبِدِ المَشبوبا       يا مُتبِعاً إِسادَهُ التَأويبا

مُشَرِّقاً قَد سَئِمَ التَغريبا        أَما سَمِعتَ المَثَلَ المَضروبا

أَرسِل حَكيماً وَاِستَشِر لَبيبا      إِذا أَتَيتَ الوَطَنَ الحَبيبا

وَالجانِبَ المُستَوضَحَ العَجيبا       وَالحاضِرَ المُنفَسِحَ الرَحيبا

فَحَيِّ مِنهُ ما أَرى الجَنوبا        مَصانِعٌ تَجتَذِبُ القُلوبا

حَيثُ أَلِفتُ الرَشَأَ الرَبيبا      مُخالِفاً في وَصلِهِ الرَقيبا

كَم باتَ يَدري لَيلَهُ الغِربيبا      لَمّا اِنثَنى في سُكرِهِ قَضيبا

تَشدو حَمامُ حَليِهِ تَطريبا        أَرشُفُ مِنهُ المَبسِمَ الشَنيبا

حَتّى إِذا ما اِعتَنَّ لي مُريبا      شَبابُ أُفقٍ هَمَّ أَن يَشيبا

بادَرتُ سَعياً هَل رَأَيتَ الذيبا      هَصَرتُهُ حُلوَ الجَنى رَطيبا

أَهاجِرِي أَم موسِعي تَأنيبا       مَن لَم أُسِغ مِن بَعدِهِ مَشروبا

ما ضَرَّهُ لَو قالَ لا تَثريبا        وَلا مَلامَ يَلحَقُ القُلوبا

قَد طالَ ما تَجَرَّمَ الذُنوبا        وَلَم يَدَع في العُذرِ لي نَصيبا

إِن قَرَّتِ العَينُ بِأَن أَؤوبا        لَم آلُ أَن أَستَرضِيَ الغَضوبا

حَسبِيَ أَن أُحَرِّمَ المَغيبا         قَد يَنفَعُ المُذنِبَ أَن يَتوبا
************************************
dourouby.tn

ليست هناك تعليقات

-- --