حنبعل : قائد قرطاج وقاهر روما

 

حَنبَعل بنْ حَملقار برقا (بالبونيقية: 𐤇𐤍𐤁𐤏𐤋 𐤁𐤓𐤒، «حنبعل برقا») الشهير بـ حنا بعل أو هانيبال أو هاني بعل (247 ق.م - 182 ق.م) قائد عسكري قرطاجي  ينتمي الى عائلة برقا القرطاجية العريقة ولد سنة 247 ق م ضمت عائلته الشهيرة اربعة من ابرز جنرالات قرطاج و هم : اميلكار والده والابناء الثلاثة، حنبعل، صدربعل وماغون. ،وكان شقيقاً لزوجة القائد صدربعل العادل.

ولد حنبعل في  شمال أفريقيا بمدينة قرطاج (إحدى ضواحي مدينة تونس حاليًا)  سنة 247 ق.م و تربى في عائلة عسكرية بإمتياز فأبوه كذلك قائد العظيم “حملقار برقا” او أميلكار الذي أقسم على تدمير روما لكرهه الشديد لها.و إثر وفاة والده تولى زوج أخته صدربعل القائد العظبم زمام الجيش القرطاجي.ثم بمقتل هذا الأخير رشح الجيش القائد حنبعل لقيادتهم و هو في سن 26 عاماو ذلك لمهارته في القتال و شجاعته و كرهه الشديد لروما الذي ورثه عن والده أيضا.

 ويُنسب إليه اختراع العديد من التكتيكات الحربية في المعارك لا زالت معتمدة حتى اليوم.و يضاهي حنبعل أيضا, أشهر القادة العسكريين في جرئته و حنكته على غرار الأسكندر الأكبر و نابليون بونابارت…

                           

منذ توليه زمام الحيش القرطاجي حقق القائد العظيم إنتصارات كبرى و بسط سيطرته و نفوذه أكثر فأكثر على سواجل حوض البحر الأبيض المتوسط و حققت إنتصارته سيطرة كاملة على شبه الجزيرة الإيبيرية التي تقع جنوب غرب أوروبا (إسبانيا و البرتغال حاليا).

كذلك إنتصر في “سغنتوم أو ساغونتو” و جعلها تابعة لقرطاج و هي حليفة روما و أحد معسكراتها بمقتضى معاهدة الحرب البونيقية الأولى التي إندلعت بين قرطاج و روما (264-241 ق.م).و بإصرار حنبعل على عدم التراجع عادت الحرب بين كلا الدولتين الرومانية و القرطاجية :  فقد رأت روما ذلك خرقًا للمعاهدة التي عقدت إثر الحرب البونيقية الأولى، وطالبت بتسليمها حنبعل. وقد كان رفض هذا الطلب سببًا في اندلاع الحرب البونيقية الثانية بين عامي 218 ق.م. و201 ق. كبد فيها حنبعل كذلك الجيش الروماني خسائر عديدة إستعمل فيها خططه التكتيكية في المجال العسكري

قاد حنبعل جيوش قرطاج في الحرب البونيقية الثانية وسار بجيش يضم فيلة حربية، من أيبيريا إلى شمال إيطاليا عابراً جبال البرانس وجبال الألب حتّى وصل إلى حوض نهر إلبه بإيطاليا متفوقًا على الإمبراطورية الرومانية.بلغ حنبعل أقصى الحدود المستحيلة وحقق ثلاثة انتصارات مثيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي. لكي يهزم روما ويصبح مادة للأساطير حيث احتل معظم إيطاليا وحاصر روما 15 عامًا.

 

تبرز عبقرية التخطيط الذي قام به حنبعل في عدة محطات، لعل أبرزها عبوره الانتحاري لجبال الألب فى فصل الشتاء، وأيضًا معركة كاناي، التي كلّف فيها الخيّالة بمواجهة الخيّالة الرّومانيّين، مع توجيه الأمر للمشاة بالتقهقر ثمّ تطويق المشاة الرّومانيّين، فأصبح الجيش الرّوماني محاصرًا بالجيش القرطاجيّ من كلّ الجهات، في حين تمكّن الخيّالة من الفتك بالخيّالة الرّومانيّين الّذين لاذوا بالفرار، وبذلك انتصر الجيش القرطاجي.

ضل حنبعل 16 عام بايطاليا قبل ان تستدعيه حكومة قرطاج لحماية المدينة من حملة الرومان لافريقيا .لعل روما قامت بعدة مناورات سياسية و معارك ثانوية هنا و هناك بشمال افريقيا لتحييد حلفاء قرطاج و تحالفت مع معارضيها و كانت معركة زاما التى هزم فيها حنبعل فى النهاية من القائد الرومانى سيكيبيو الافريقى قاصمة لمشواره العسكرى ...ذكر خصاله المؤرخ تيتوس فى كتابه التاريخ الرومانى قائلا :...فى نفس الوقت لم يكن لسيكبيو نفس قدرة حنبعل على ان يكون مرنا فى المعارك ..ايضا كان حنبعل يميل الى التاكد من ان قواته مجهزة تجهيزا جيدا و يشرف على اتمام جميع التفاصيل و يعتنى بهم..وكان شجاع و حازم و قائد شعر معه الجنود باكثر ثقة و جراة .

وصف المؤرخون حنبعل بأنه أسوأ كوابيس روما وبكاسر هيبتها وصوّره الرومان على أنه وحش يهوى القتل وسفك الدماء. حتى أنّهم عندما يخشون وقوع كارثة في جميع المجالات يقولون: (باللاتينية: Hannibal ad portas) وتعني «حنبعل على أبوابنا».

بعد الحرب، أصبح هانيبعل حاكماً لقرطاجنة، وعندئذ قام بسنّ العديد من الإصلاحات السياسية والمالية ليتمكن من دفع تعويضات الحرب المفروضة على قرطاجنة لروما. كانت هذه الإصلاحات لا تحظى برضا الطبقة الأرستقراطية القرطاجي فوشت به لروما، ففرض عليه النفى. خلال منفاه، عاش في الإمبراطورية السلوقية، حيث قام بدور المستشار العسكري لأنطيوخس الثالث في حربه ضد روما. بعد هزيمة أنطيوخس، إضطر إلى قبول شروط روما، وفر هانيبال مرة أخرى إلى مملكة أرمينيا، واستقر في بيثينيا، حيث ساعدهم لتحقيق فوز بحري بارز على أسطول من بيرجامس. بعد ذلك تعرض للخيانة وكان من المفترض ان يسلم إلى الرومان، إلا أنه آثر تناول السم الذي قيل أنه احتفظ به في خاتم لبسه لوقت طويل على أن يموت أسيرًا في يد الأعداء.